Translate



حرموا الطباعة ، وأصدروا فتاوى تحريمها عام 1515م من قبل هيئة علماء في الدولة العثمانية ، في حين دخلت المطبعة حيز الاستخدام المكثف وتم الاعتراف بها كمحرك قوي للإصلاح وصنع أوروبا الحديثة.




تبعاً لذلك ، فرض سليم الأول حكم الإعدام لأي من يستعمل آلات الطباعة.

الأزهر لم يكن بمنأى عن الموضوع ، حيث أصدر بعضهم فتوى بتحريم طباعة الكتب الشرعية ، بدعوى كونها تحرف العلوم.
وإلى ذلك ذهبت فتاوى ومنها فتوى الفقيه المغربي محمد بن إبراهيم السباعي ، الذي خط وثيقة سماها “رسالة في الترغيب في المؤلفات الخطية ، والتحذير من الكتب المطبوعة ، وبيان أنها سبب في تقليل الهمم وهدم حفظ العلم ونسيانه”.


ظل التحريم ساري المفعول لمدة 270 سنة التالية ، حتى عام 1784 ، باستثناء محاولة التحايل على الحظر في عام 1729 ، حيث أنشئت مطابع عربية من طرف العرب المسيحيين ، خصوصاً بمناطق مايعرف بـالشام ، ومن ذلك مطبعة قوزحية ، في لبنان ، التي تُعتبر الأولى من نوعها والتي يعود تاريخ تأسيسها إلى بداية القرن الـ17.

وهكذا ، فقط بعد عام 1784 يمكن لتكنولوجيا الطباعة أن تنتقل إلى بقية الشرق الأوسط.
ومع ذلك ، لم يُطبع الكتاب الأول في إيران حتى عام 1817 (362 عامًا بعد اختراع الطباعة) في أوروبا.

أما اليوم ، فالمليارات من الكتب الإسلامية تغزو العالم.. حتى الأطفال لم يسلموا من الهرطقات والترهيب والتزوير والحشو ، وأحد الأمثلة لا للحصر "عذاب القبر للأطفال"!




كما وغزت المناطق العربية والإسلامية أحكام وفتاوى تحريم اقتناء وبيع ومشاهدة التلفاز ، وتحريم التمثيل ، وتحريم التصوير حيث ينقل التلفاز الصورة متحرِّكة كأنها حيّة ، أحدها للمثال لا الحصر بداية لإبن باز الفتاوى3/227.



أما اليوم تجد قنواتهم التلفزيونية وهي كما يردد السوريون من عبارات شعبية: "أكثر من الهمّ على القلب"!

كذا وحرموا الشبكة العنكبوتية "الانترنت"، وقالوا عنه "فتنة" تستهدف أمتهم وقد تكالبت عليهم الأمم وصنفوه بأخطر الشرور .. وانه يفتن شبابهم في دينهم ، ونشر للمعاصي ..




لكن بعد ذلك المواقع الإسلامية أكثر المواقع الدينية عدداً في العالم! وعبارة "لا تنسى الشير واللايك" أول من أصاغها كانوا هم ، بل ويتم ترهيب كل من لا يشارك ويضغظ لايك بإنه متهم بعدم التزامه بتعاليم دينه وأن الشيطان له سلطة عليه وقد منعه من نشر الثواب!

في ستينيات القرن الماضي ، عندما وصل / انتشر بيع "الشامبو" بالمنطقة العربية على وجه الخصوص ، استصعبت بعض العقول فكرة "صابون/غسول سائل" ، فراح بعضهم وانبطح لنظرية المؤامرة القومية من قبيل أن الغرب يستهدفهم ، وبعض رجال الدين افتوا بحرمانية استخدامه وذلك لما قيل عنه أنه سحر يحول قوالب الصابون من كتلة الى سائل ..


لا نريد الإعتراف بأن "مشروعنا الثقافي ومشروع الهوية" فشلوا فشل ذريع بسبب توغل الدين فيه ، في محاولة منّا للاختلاف عن الغرب ، لاننا نخجل من الغرب ولا نريد الاعتراف بعلمه وفضله على العالم وفوقيتنا تمنعنا من الاعتراف .

البشرية مللت منّا ومن أفكارنا الهدامة .
لا نعرف أن نأخذ قرارنا و مترددين ، نريد اسلمة الديمقراطية ، لا دمقرطة الاسلام ، ولا نريد تنوير الفكر واصلاحه.


في كلمة جميلة لمارغريت تاتشر تقول :
مَن يقف في منتصف الطريق ، يتعرض للدهس من الاتجاهين!


هكذا نحن المسلمون ، وهذا سر تخلفنا ، عندما دخل العالم في فترة الحداثة والتطور ، لا نعرف أن نأخذ قرارنا ، تائهين بين الشريعة والتراث والمخلفات الموروثة و الدولة المدنية ، فنجد أنفسنا خطوة للأمام يقابلها عشر خطوات للخلف ، ونفرض ما يسمى “ هويتنا “ على هذه الشعوب التي كرهت نفسها من التشدد والسياق المختلف للنصوص الدينية عن أيامنا هذه .

أكتب تعليق

أحدث أقدم