Translate



الواعي: يجد المشاكل ويوصفها ، والناجح: يحلها ويتخلص منها
الفاشل: يلوم الآخرين على مشاكله ، والجاهل: ينكر وجودها بالأصل



* مجلة ناشونال جيوغرافيك الأمريكية المحترمة ، والتي تصدر منذ العام 1888 ، وتعتبر أعرق وأهم المجلات العلمية في العالم ، تفاجئ الجمهور والوسط العلمي بـاعتذار عن ماضيها العنصري. (نشر في 2018 - صورة مرفقة).

لم يُلاحظ أحد العنصرية في المجلة ، ولم يطلب أحد منها الاعتذار ، لكن المجلة قامت من تلقاء نفسها بـتحقيق استقصائي شمل كل أعدادها السابقة طيلة 130 سنة ، فـوجدت أنها ركزت في مقالاتها وصورها أكثر على حضارات البيض وانجازاتهم ، ولم تكن عادلة في إتاحة نفس المساحة لـلمنتمين لـلأعراق الأخرى ، كما وجدت أنها استخدمت بعض التوصيفات والكلمات ذات الطابع العنصري في بدايات القرن العشرين وحتى منتصفه ، وقد لامت المجلة نفسها أنها وقعت في هذا المطب رغم أن تلك العبارات كانت معتادة في ادبيات المرحلة مع وجود العبودية في كثير من الدول حينها.

ورغم أن لا أحد من كوادر المجلة الحالي كان قد خُلق أصلاً في تلك المرحلة ولا يقع أي لوم عليه.
تقول المجلة: «تغطيتنا كانت عنصرية...كي نسمو فوق ماضينا ، يجب علينا أولاً أن نعرفه».


* رئيس الوزارء الياباني «شينزو آبي» وفي عام 2015 عبر عن "أسى عميق" بـشأن الأفعال التي قامت بها بلاده في الحرب العالمية الثانية.
وشدد آبي في بيان أصدره بمناسبة مرور 70 عامـًا على استسلام اليابان في الحرب العالمية الثانية على أن الاعتذارات التي قدمتها الحكومات السابقة باقية و "لا تتزعزع".
وتعهد آبي بأن اليابان "لن تشن أي حرب ثانية".
واعتاد كذلك رؤساء الوزراء السابقين أن يقدموا بيانـًا كل عقد ، لـلاعتذار عن ما قامت به اليابان من أفعال خلال الحرب العالمية الثانية بـحق دول مجاورة.


* في عام 2008 جددت المستشارة الألمانية «أنغيلا ميركل» اعتذار بلادها لإسرائيل عن الإبادة الجماعية التي تعرض لها اليهود خلال الحقبة النازية ، وقالت إن ألمانيا تشعر بـالعار إزاء ذلك الماضي.


* وفي عام 2004 اعتذرت ألمانيا للشعب الروسي عما ارتكبه النظام النازي في الحرب العالمية الثانية ضد الشعب الروسي ، وجاء الاعتذار على لسان المستشار الألماني السابق ، غيرهارد شرودر.


* في عام 2008 اعتذر رئيس الوزراء الإيطالي السابق «سيلفيو برلسكوني» عن ماضي إيطاليا الاستعماري في ليبيا ووقع اتفاقيات لمشاريع استثمارية بقيمة 5 مليار دولار في ليبيا.


* في فبراير/شباط 2019 دعت الأمم المتحدة بلجيكا لـلاعتذار لـشعب الكونغو عن الماضي الاستعماري ، مشيرة إلى أن المتحف الإفريقي الحديث في بلجيكا لا يحكي حجم الفظائع التي تعرض لها الأفارقة.


* أيضاً في 2019 دعا البرلمان الأوروبي ، الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء ، إلى الاعتذار عن فترة الاستعمار في أفريقيا ، ودفع تعويضات ، وإعادة الآثار المسروقة ، ومكافحة العنصرية تجاه ذوي الأصول الأفريقية بالقارة العجوز .


* أضف إلى ذلك ، في عام 1823 ، تأسست جمعية مكافحة الرق في لندن ، بعد محاولات كثيرة لوقف الاتجار بـالبشر ، واستخدمت بريطانيا نفوذها لالزام الجميع بالمعاهدات بـوقف الاتجار بالعبيد والسيطرة على سفن نقلهم آنذاك.
ودفعت بريطانيا 20 مليون جنيه استرليني ، مايقرب 40 % من الدخل السنوي حينها لـتحرير العبيد وكتعويضات لهم.
وجلبت بريطانيا 2 مليون من الصين والهند ومنحتهم الجنسية البريطانية وساوتهم بمواطنيها كبادرة حسن نية واعتذار عن استعمارها.


* الكنسية الكاثوليكية الغربية اعتذرت عن الحروب الصليبية ، وعن اضطهاد اليهود ، على لسان بابا الفاتيكان "البابا يوحنا بولس الثاني" 2012 ، وكذلك البابا فرنسيس.


* أمريكا ، اعتذرت عن تاريخ العبودية عدة مرات ، ولا ننسى أن من بدأ بذلك الرئيس السادس عشر للولايات المتحدة الأمريكية أبراهام لينكون ، وقام بحرب تحرير العبيد ، وكذلك بيل كلينتون.


* اعتذرت الحكومة الاسترالية رسميا للاساءات التي ارتكبتها الحكومات التي تعاقبت على الحكم بحق سكان البلاد الاصليين عام 2008 ، ودفعت لهم تعويضات ، بل وحصلوا على امتيازات قانونية.


* حركات اليسار الإسرائيلية والمؤرخين الاسرائيلين قاموا بمراجعات لتاريخهم واعادوا تقييم الصهيونية على انها حركة عنصرية استعمارية.



* في عام 2021 ، اعترفت ألمانيا رسمياً بـأن الجرائم التي ارتكبها الاحتلال الألماني قبل أكثر من 100 عام بـحق شعبي هيريرو و ناما في ناميبيا هي جرائم إبادة جماعية ، وقررت تقديم اعتذار ودفع أموال (1.1 مليار يورو) لـدعم الأجيال اللاحقة من الضحايا.
وكانت الإمبراطورية الألمانية -التي عرفت باسم "الرايخ الألماني"- استعمرت ناميبيا في الفترة من عام 1884 حتى 1915 ، وآنذاك تم إخماد انتفاضتين لـشعبي هيريرو وناما بـطريقة وحشية ، وهو ما تم تصنيفه الآن كـأعمال إبادة جماعية.
ويقول مؤرخون إن نحو 65 ألفا من قبائل الهيريرو ( البالغ عددهم حينها 80 ألف شخص ) ، وما لا يقل عن 10 آلاف من قبائل الناما ( البالغ عددهم 20 ألف شخص ) لقوا حتفهم جراء ذلك.
ومن المنتظر أن يتقدم الرئيس الألماني «فرانك فالتر شتاينماير» بـطلب إلى الشعب الناميبي لـقبول اعتذار ألمانيا ، وذلك خلال حفل رسمي في برلمان ناميبيا.


* اعترف الرئيس الفرنسي «إيمانويل ماكرون» بـ"حقيقة لا شك فيها" خلال مراسم إحياء الذكرى الستين لمذبحة الجزائريين في 17 تشرين الأول/أكتوبر 1961 في باريس ، وذهب أبعد من اعتراف سلفه «فرنسوا هولاند» في 2012 "بالقمع الدموي".
ماكرون أول رئيس فرنسي مولود بعد انتهاء الحرب الجزائرية في 1962 ، كان أيضاً "أول رئيس في الجمهورية الخامسة يتوجه إلى مكان للذاكرة يتم إحياء هذه الذكرى فيه".


* كندا ، في عام 2021 ، أقرت يوم عطلة رسمية تضامناً مع ضحايا المدارس الداخلية من السكان الأصليين.
وذلك تحت عنوان ''اليوم الوطني للحقيقة والمصالحة".


* (لا بد لـصحيفة يومية النشر ، لـمدة 200 عام ، من أن تخطئ في بعض الأمور وهذا واحد من أسوأ أخطائنا.)
ضمن مراجعة عامة ، صحيفة الغارديان البريطانية ، في عددها الصادر يوم الجمعة 07.05.2021 ، تعترف بـإنها أخطأت تاريخياً لـدعمها اعلان بلفور في عام 1917.
قالت الصحيفة أن : "تغطيتها لـوعد بلفور عند صدوره ، كانت من أفدح أخطاء الصحيفة ، لأن هذا الوعد سهَّل تأسيس ، (وطن قومي لـ اليهود في فلسطين) الذي كان خطأ فادحاً لأنه منحاز لـ الحركة الصهيونية."
- لم يُلاحظ أحد ذلك ولم يطلب أحد منها الاعتذار .
- لا أحد من كوادر الصحيفة الحالي كان قد خُلق أصلاً في تلك المرحلة ولا يقع أي لوم عليه.
- صحيفة الغارديان تعد حالياً واحدة من أهم و أشهر الصحف في العالم ، وأكثرها انتشاراً.


لماذا لا نتعلم بعض من هذه الاخلاق النبيلة في الاعتذار ؟
لماذا لا نراجع تاريخنا وأفكارنا والمجازر التي ارتكبناها ، بـنفس الشجاعة دون أن نخشى من تبعات ذلك ؟ أو نعتبره فضيحة وتحطيماً لـتاريخنا وماضينا ورجالاتنا ؟!

في الغرب المتحضر عنصرية وكراهية؟ نعم ، ونعم هذه سلوكيات مرفوضة ونادرة ومدانة ،،
هنالك قوانين تحميك وترد لك الاعتبار ، ورفض شعبي عارم لهذه التصرفات وليست ممنهجة تلك العنصرية ومقدسة!

وعندما تحدث ... يحدثنا عنها ونعرفها أولاً من : الاعلام الغربي نفسه ويفضح ذلك ، على عكس قوانينك واعلامك .. فلماذا تتهم غيرك بـالعنصرية ؟ وكيف لك أن تتهم غيرك بها وهي تقطر منك ؟!

الغرب لا يكرهك كـإنسان ، والدليل استقباله ملايين المسلمين وإعطاهم من الحرية والكرامة والحقوق ما لا يحلمون فيه بـبلادهم ، ولا حتى في دولة خلافتهم المنشودة على منهاج النبوة..

عندما تختصر العالم الغربي فقط بـ "جنس وشورت جينز" فـهذا يظهر ماتعاني منه حضرتك ، وننصحك بفتح رأسك وتنظيفه بالديتول من الكبت الجنسي الذي تعيشه ، ومعارك "الحلال والحرام" ، وصدمتك الحضارية التي لا تستطيع تقبلها عندما تجد انك في مؤخرة العالم وقد سبقك الكثير بمئات السنين ،،

حينها فقط سـتفهم ان الغرب كما هو جنس وشورت جينز ... هو أيضاً: أخلاق ، تطور ، تقدم ، ديمقراطية ، مواثيق وقوانين تحمي الإنسان وكرامته ، وعلم ، وتكنولوجيا وحضارة ، اعتذار عن ماضي سيء ،، وهذا الكلام تعرفه انت العنصري قبلي أنا ولا تستطيع إنكاره ،،

أما شعوبنا ستبقى في هذه الدوامة ، وستنقرض في نهاية المطاف كما انقرضت كل الكائنات الضعيفة التي لم تستطع التكيّف والتطوّر.... إلا اذا قررت ان تجد مشاكلها وتبدأ بحلها

أكتب تعليق

أحدث أقدم