دخلك بتعرف - حسن الهندي |
بعد الأمور التي حصلت في الآونة الأخيرة، ومنها حملة الدفاع عن ”ذاكر نايك“، تفاجأت بأن أي شخص اعترض على الحملة أو علق بأي تعليق مخالف لرأي المدافعين كان هدفاً لهجوم كبير وكأنه شتم المقدسات الاسلامية. وبعد أن حاولت التأكد من الموضوع بكتابة بعض التعليقات بنفسي لأفهم عقلية المدافع عنه وجدت الردود بالكامل مرتبطة بعناوين على يوتيوب.
فالردود كانت تتراوح من أنه ”أسلم على يده آلاف النصارى والملحدين“ و”رد على كل الملحدين والنصارى“، وكالعادة تعليقات من قبيل: ”قصف جبهات كبار علماء الملحدين والنصارى“.
قررت أن أبحث فعلياً عن آلاف النصارى والملحدين الذين أسلموا على يد ذاكر، لكن لم أجد منهم غير أرقام بسيطة لا تتجاوز واحداً في الفيديو على الأكثر.
فـمع أن العناوين كانت على شاكلة ”أسلموا بعد أن أقنعهم” و”دكتور ذاكر نايك يدخل مئات غير المسلمين الإسلام“… فعند مشاهدة الفيديو ترى شخصاً واحداً أو لا ترى أحداً أسلم أصلاً.
اكتشفت أن مرجعيتهم هي عناوين الفيديوهات، ومع كون المحتوى مخالف للعناوين أصلاً، فالكثير من الأسئلة التي كانت تسأل لذاكر نايك من قبل ملحدين تبدو مدمرة ولم تعط حقها أصلاً وكأنها معدة لتدحض؛ وتجد أن ذاكر يقوم بالإجابة بتلاعب وبسرعة، علماً بأن أي شخص بسيط قرأ كتاب المغالطات المنطقية كان بإمكانه أن يرى الأخطاء والأكاذيب التي يقوم بها ذاكر.
فالموضوع مرهون بأمرين:
الأول، أن جمهوره من الناس الجاهلة والتي تقوم بالتمثيل، وهذا ما يتناسب مع تهمة الهند له بغسيل الأموال والدفع للجماهير وغيره، وهذه الفئة من الناس تأتى لتقوم بالسؤال وتستلم ما وعدت به من مال وتذهب.
والثاني هو قوة الجمهور والضعف الذي يكون الشخص قد وصل إليه حتى يحضر مناظرة إسلامية كل الحاضرين فيها مسلمون.
توضيح للنقطة الثانية:
في معظم الفيديوهات؛ كان ذاكر يتكلم ومن ثم يتبعه تصفيق حار، هذا وحده يخلق نوعاً من الهالة أو الحجاب بين الطرف الثاني وذاكر، قد يصعب اختراقه بوجود هذا الحشد المناصر له. كما أن ذاكر يقف على منصة بينما الطرف الآخر يجلس على المقاعد بجانب البقية وأسئلته مرهونة بوقت معين (هنا مصيبة كبيرة، فلو أردت شرح فكرة صغيرة في العلوم كالفيزياء والبيولوجيا لاحتجت لساعات، فما بالك بسؤال تفصيلي في عمق الاختصاص).
والأمر الثالث هو نفسية الطرف المقابل لذاكر، فعندما تصل لمرحلة تحضر بها ملتقىً لشخص ذي سمعة وسيط كبير بأنه قوي ومقنع فأنت لن تقوم بسؤاله، أنت ستسلم ولكنك بحاجة إلى أسلوب لطيف حتى تكون راضياً عن نفسك.
بالنسبة لمشاهدي حلقاته على اليوتيوب، فالعنوان كما قلنا سابقاً هو الذي يعطيك المحتوى قبل أن تشاهد الفيديو حتى، فبناءً عليه ستقلل من شأن الطرف المقابل لذاكر لأنك تعلم النتيجة مسبقاً حتى لو كانت غير صحيحة، وبالأحرى فعندما تكون غير قارئ للعلم أو لديك مصادر، فأي جواب من ذاكر هو بمثابة رد صاعق بالنسبة لك.
في النهاية أريد أن أوضح بعض الأمور، فالهند دولة يوجد فيها الكثير من المعتقدات والإسلام واحد منها منذ سنوات طويلة، والأعداد في ازدياد دائم، فما الفكرة بكون الهند قررت اتهام ذاكر بمثل هذه الاتهامات؟
مهم جدا فصل الهند عن أمريكا وسياساتها وموضوع المؤامرة على الإسلام. وأتمنى من الجميع، ومن أصحاب الخلفيات العلمية مشاهدة فيديوهات ذاكر بعيداً عن أي عاطفة أو تأثير لعناوين الحلقات، ومع اعتماد كتاب المغالطات المنطقية كمرجع، وحينها ستجد أن أي شخص من الممكن أن يواجه ويهزم ذاكر (منطقياً على الأقل).
حلقة مهمة لـ "شريف جابر" ، يرد فيها على هرطقات "ذاكر نايك" :
إرسال تعليق