Translate


لا شك أن إسهام الأمة الإسلامية حالياً في الإرث الحضاري للبشرية هو شحيح، بل وشحيحٌ جداً لدرجة أنه لا يكاد يذكر. سواء كان على المستوى العلمي أو الفلسفي أو الأدبي.

ومن المؤكد أنك لن تذكر هذا أمام مسلم إلا وسوف يحدثك عن أمجاد أجداده وعبقريتهم ومدى إسهامهم في مختلف العلوم. أولئك الذين علّمونا على أن نتغنّى بعبقريتهم، الذين نُظمَت لهم الأشعار والقصائد وأُقحمَت أسمائهم في دروس التاريخ والرياضيات والعلوم.

غير أنه من المؤكد أننا لم نعرف عنهم كل شيء، بل من المؤكد أنه لم يُرَد لنا أن نعرف عنهم كل شيء، لا عن أفكارهم المعادية للدين، ولا عن العواقب الوخيمة التي لقوها كنتيجة لتلك الأفكار. والآن لنتعرف على أبرز هؤلاء العباقرة وإنجازاتهم وأفكارهم المثيرة للجدل:


إبن سينا


أحد أبرز الأحماء في الطب في التاريخ العربي، بالإضافة إلى تميزه في علم الفلسفة. تم تكفيره من قبل مشايخ عصره، لإنكاره لمعجزات الأنبياء وإنكار الملائكة والجن ووصفه للجنة والنار بأنهما من خيال الأنبياء، ولقب بـ”خليفة الشيطان“.
”كافر بالله وملائكته وكتبه ورسله وباليوم الآخر“ (المنقذ من الضلال ص98 ، البداية والنهاية 12/42ل).

إبن رشد
من رواد الطب والفلسفة والرياضيات، تم نفيه إلى المغرب والتنكيل به، وتم منع أعماله وإحراق كتبه وأُصدِر مرسوم يحرمه من العمل بالفلسفة.

”ضال وملحد، ويقول بأن الأنبياء يخيلون للناس خلاف الواقع، وينكر البعث“ (سير أعلام النبلاء 21/307، درء التعارض 1/11).

الرازي
أعظم الأطباء العرب، بالإضافة إلى دراسته للرياضيات والفلسفة كما أنه انتقد الأديان والإعجاز العلمي في القرآن.

”من كبار الزنادقة الملاحدة وهو يفوق كفر الفلاسفة القائلين بقدم الأفلاك“ (درء التعارض 9/346، مع منهاج السنة 1/209).

الجاحظ
من أهم الأدباء في التاريخ العربي، ألف العديد من الكتب أهمها ”البخلاء“. جاء في كتاب (البداية والنهاية 11/19):

”كان سيء المخبر، رديء الإعتقاد، تنسب إليه البدع والضلالات، حكى الخطيب بسنده أنه كان لا يصلي، ورمي بالزندقة“.

الفارابي


درس الفلسفة والطب وكان أبرز علماء عصره، أنكر يوم القيامة وقيام الأرواح وعِلم الله بكل شيء، وقال بأن الكون أزلي وغير مخلوق، وله مقالات عديدة في إنكار البعث.
إبن المقفع

اتهم بالزندقة والكفر، ثم قتله سفيان بن معاوية، حيث قام بصلبه وتقطيع لحمه قطعة قطعة وشيّها بالنار حتى مات (البداية والنهاية لابن كثير 10/96).

عمر الخيام
كان من أعظم الشعراء والفلاسفة في عصره، بالإضافة إلى أنه كان عالم رياضيات.

”إلهي قل لي من خلا من خطيئة… وكيف ترى عاش البريء من الذنب.إذا كنت تجزي الذنب مني بمثله… فما الفرق بيني و بينك يا ربي؟“أبو العلاء المعري


شاعر معروف جداً، كان ربوبي يؤمن بإله خالق للكون، لكنه سخر من فكرة وجود إله الأديان وانتقد هذه الفكرة في أشعاره.

”قد ترامت الى الفساد البرايا واستوت في الضلالة الأديان“.


”أفيقوا أفيقوا يا غواة فإنما دياناتكم مكرٌ من القدماء… فلا تحسب مقال الرسل حقاً ولكن قول زور سطّروه“.


”وكان الناس في يمنٍ رغيدٍ فجاءوا بالمحال فكدروه… دين وكفر وأنباء تقص وفرقان وتوراة وإنجيل“.

بشار بن برد
أحد أبرز شعراء عصره، اتّهِم بالكفر فأمر الخليفة المهدي بجلده فمات تحت ضربات السوط.

الحلاج
أحد أبرز الفلاسفة في عصره، سمي بهذا الاسم نظراً لمعرفته ما في قلب الشخص من كلام. تمت محاكمته بتهمة الإلحاد، حيث تم جلده وتقطيع أطرافه وقطع رأسه وإحراق جثته.

ابن الراوندي
كان فيلسوفاً كبيراً، شارك في مناظرات ضد الدين وأنكر النبوة والمعجزات، وسخر من العقيدة الإسلامية. ألف العديد من الكتب التي تشكك بالدين لكن تم إحراقها.

غير أن هؤلاء لم يكونوا الوحيدين، بل قد يفاجئك أن التاريخ الإسلامي مليء بأمثالهم من العلماء الذين تم تكفيرهم واتهامهم بالزندقة والكفر ومنهم: إبن حيان والخوارزمي والكندي وعباس ابن فرناس واليعقوبي وابن الهيثم وابن باجة وابن بطوطة وابن النديم والمسعودي.






المصادر:
كتاب رباعيات الخيام
ابن رشد
الفارابي.. ضلاله وكفرياته
مقتل الحلاج
ابن الراوندي
أبو العلاء المعري
كتاب (حقيقة الحضارة الإسلامية) – الباب الثالث، للشيخ ناصر بن حمد الفهد
كتاب فيض الباري 1/116
كتاب درء التعارض 1/9
- دخلك بتعرف

أكتب تعليق

أحدث أقدم